يحكى انه كان لرجل أربعة أبناء. أراد ان يعلمهم عدم إصدار الأحكام على الأمور بسرعة. فأرسل كل واحد منهم ليذهب ويلقي نظرة على شجرة كمثرى كانت في حديقة تفصلها عن قريتهم مسافة بعيدة. ذهب الابن الأول في فصل الشتاء، والثاني في الربيع، والثالث في الصيف والرابع في الخريف. وبعد ان عاد الأبناء من مهمتهم تلك، دعاهم الأب جميعا ذات يوم، وطلب من كل واحد منهم ان يصف له أحوال الشجرة. قال الابن الأول أنه ألفى الشجرة قبيحة المنظر، وملتوية ومجدبة كأنها صحراء قاحلة. وقال النجل الثاني، كانت مغطاة بالبراعم الخضراء وبدت شجرة واعدة. وخالفهما الابن الثالث؛ عندما قال إنها كانت محملة بالإزهار، وتنبعث منها رائحة ذكية وبدت في غاية الجمال. وكانت أكثر شيء رائع يراه في حياته على الإطلاق. أما الابن الرابع فلم يتفق مع أي واحد من إخوته. وقال إنها كانت شجرة مثمرة وقد حان قطافها، وكانت أغصانها مثقلة بالفاكهة – كانت مفعمة بالحياة، وبدت جزيلة العطاء. وبعد ان أصغى الأب إلى أولاده بانتباه شديد، أوضح لهم قائلا: (كلكم محقون فيما ذهبتم إليه، لأن أي واحد منكم رأى الشجرة في موسم واحد فقط... في فترة واحدة من فترات حياة الشجرة). وقال لهم: (انه ليس بمقدور المرء ان يحكم على شجرة، أو شخص من خلال جانب واحد فقط من حياته أو سلوكه، وأن جوهر الواحد منا ولحظات سرورنا، وفرحنا ومحبتنا وشجوننا التي تستمد من تلك الحياة، لا يمكن قياسها إلا من جوانبها كلها، عند الاطلاع على جميع المواسم، أي ينبغي ان لا نتسرع في إطلاق الأحكام الأشياء).
(والله زمان يا إمبراطور، عامل فيها فيلسوف!!) قالها صديقي في العمل وهو يشاهدني خلسة وأنا أقوم بتنقيح هذا الكلام.
(والله زمان يا إمبراطور، عامل فيها فيلسوف!!) قالها صديقي في العمل وهو يشاهدني خلسة وأنا أقوم بتنقيح هذا الكلام.
******
0 التعليقات:
إرسال تعليق