من الكتاب الرائعين الكاتب المخضرم ياسين البهيش، والذي أتابع دائما مقالاته وأطروحاته التي تتسم بالموضوعية وواقعية الطرح في صحيفة الحياة التي ينشرها من وقت إلى آخر، ولكن المقال أدناه والذي نشر اليوم في نفس الجريدة استوقفني، ولم ترق لي بعض الأفكار التي تفضل بها، مع احترامي لرؤيته، ولا يشك أي قارئ ان الكاتب يسعى للخير.
يقترح الكاتب أن يتم إصدار رقم لكل محجبة تخفي هويتها لكي يتم التعرف عليهاعن طريقه (انظر مقال الكاتب أدناه)... وفي اعتقادي أن هذه الفكرة غير عملية... وهي تذكرني بالمثل الذي يضرب في تعقيد الأمور، انه سئل جحا عن أذنه فأشار بيده اليمين من فوق رأسه إلى أذنه اليسار. فبدلا من الدعوة إلى إصدار أرقام بآلية معينة لكشف هوية الإناث تماما ربما شبيهة بالسيارات، فلماذا لا ندعو إلى أن تكشف الإناث عن وجوههن وأيديهن بدلا من كل هذا العناء والعنت والطريق الطويل والذي قد يكون غير مضمون انه سيحقق الغرض المنشود، وأسوة بشرعية كشف النساء لوجوههن وأيديهن في اطهر بقعة في الأرض وهي بيت الله الحرام. وأسوة بالنساء العوام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام اللاتي كن كاشفات الوجوه كما تدل كثير من الأحاديث عن مخاطبة الرسول الكريم لهن بأسمائهن دلالة على تعرفه عليهن، وكذلك ضرورة غض البصر وكثير من الأدلة المنطقية التي تدل على جواز كشف المرأة لوجهها وكفيها (فقط اذا كان وجهها غير ملطخ بادوات فتنة جنسية والا فلا)، مثل الغالبية العظمى من المسلمات في العالم اللاتي يرتدين الحجاب مع كشف وجوههن، ولا اعتقد ان كل هؤلاء النساء مخطئات، كما انني لا اعتقد ان نظر الرجل الى وجه امراة خالي من المثيرات المتمثلة في المكياج والمساحيق البشعة المنظر (بالنسبة لنا غير المراهقين) والتي ستؤجج نيران شهوته تكون بنفس تأثير نظره الى اعضاء اخرى حساسة مثل عينيها وصدرها أو مؤخرتها وهي تتفنن بهزها بطريقة تقصد بها اثارة الشاب الذي يسير وراءها مثلا، حتى ولو كانت مغطاة بحجاب من فولاذ بسماكة 10ملم، وهذا يدل على ان المسألة مسألة ايمان ومجاهدة للنفس وغض للبصر. كما انني لا اتصور ان توجد امراة واحدة مسلمة او غير مسلمة تغطي وجهها بعد مائة او مئتي عام من الان، ويا ليت سيقتصر الامر على كشف الوجوه فقط، وتوقعي هذا ربما يتماشى مع الارهاصات التي نشهدها الان من فساد ونبوءة الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم ما معناه ان الفساد في اخر الزمان سيعم البر والبحر، وحديث القابض على دينه وغيره والله اعلم (اللهم امتنا قبل ان يحل هذا الزمان العجيب بنا) .
ان الحادثة التي باتت تعرف بحادثة الشاب المجاهر والتي بات يتحدث عنها حاليا جميع الناس في الوطن العربي وتناقلتها كثير من وكالات الانباء والتلفزيونات وما اثارته من اسئلة كثيرة... باتت تدق ناقوس الخطر بشأن عمليات استغلال بعض الشباب من الجنسين للحجاب بقصد إخفاء الهوية لتنفيذ بعض التجاوزات الأمنية والأخلاقية، وإساءتهم لاستخدام تقنية مثل تقنية الهواتف النقالة ووسائل الاتصال الحديثة الأخرى كالانترنت، وخصوصا الإناث، لأن الذكور إذا لم يجدوا تجاوبا من الإناث لما تمادوا في تجاوزات "الترقيم" (الترقيم تعني إرسال الشاب رقم جواله إلى الأنثى لتتواصل معه عن طريق قذفه بورقة أو بطاقة مكتوب عليها رقم هاتفه النقال أو عن طريق تقنية البلوتوث أو بأي طريقة أخرى) وهي من العادات المذمومة والدخيلة وتندرج تحت التحرش الجنسي والفساد الاخلاقي حسب اعتقادي، وباتت متفشية في مجتمعاتنا المحافظة وهي ضريبة من ضرائب التطور وتقنية الاتصالات، اللهم احفظ بناتنا العفيفات الطاهرات من امثال هؤلاء الذئاب.
كما ينبهنا الكاتب أن كثير من الإناث، واعتقد معظمهن مراهقات يقمن باستغلال إخفائهن لهويتهن بالحجاب، وهن يضمن عدم كشف هويتهن، فيورطن أنفسهن في مغامرات محفوفة بالمخاطر، ليس لأنهن منحرفات في الأصل، ولكن لأنهن مراهقات (وغشيمات) ويردن المغامرة والتجريب واثبات ذواتهن، في نوع من الضحك والاستهتار بين الفتاة وصديقاتها، وهي مرحلة تنطوي على شيء من الطيش الغير محسوب العواقب، والتي يمر بها كل مراهق بغض النظر عن جنسه والبلد الذي ينتمي إليه، إذ لا يوجد إنسان لم يمر بهذه المرحلة الحرجة إلا من رحم ربي، وهي مرحلة طبيعية يمكن ان يتجاوزها الانسان بدون مشاكل اذا وجد المراهق من يأخذ بيده ويرشده الى تجنب الطرق المليئة بالاشواك. وفي اعتقادي أن هذه الحادثة ربما نبهتنا نحن الاباء إلى أمور كنا لا نعيرها اهتماما كبيرا وهي ظاهرة ما يسمى "بالترقيم" التي اشرت اليها والكاتب، والتي ظهرت بظهور الهواتف النقالة وتقنية البلوثوث وتعاني منها كثير من المجتمعات المحافظة في الدول النامية وليس المجتمعات الخليجية فقط، وحادثة المجاهر لا شك أنها ستجعل أولياء الامور يستشعرون خطورة الأمر على فتياتهم وفتيانهم المراهقين.
إذا كان إخفاء هوية الأنثى بات يشكل خطرا، ويساء استخدامه من قبل الكثير من ضعاف النفوس في تجاوزات اجرامية وأخلاقية، أعيت الأجهزة الأمنية وأجهزة الضبط والإصلاح في المجتمع وزادت من أعبائهم، لماذا إذن لا يتم تشجيع الناس بعودة النساء إلى الفطرة كما كانت جداتنا يعشن بدون تعقيد ايام الزمن الجميل زمن العفوية والصدق والشهامة، أي إلى كشف الوجه واليدين ما دام ثبت أن هناك أعداد كبيرة من الفتيات أصبحن يستغللن إخفاء هويتهن بارتكاب حماقات لا يرضى عنها المجتمع سواء كانت لها علاقة بالأمن أو بالأخلاق. وأقول الفطرة، لأنني أتحدى أن يثبت لي أي شخص أن هناك وسيلة أسهل لكشف هوية أي إنسان من إظهاره لوجهه. وفي اعتقادي أن الله عز وجل لو أراد أن يخفي هويات الإناث لكان خلقهن بغطاء طبيعي خلقي تولد به الأنثى، لا أريد أن أخوض في هذا الأمر لأنه سيجنح بي إلى فلسفات ابعد قتلها وناقشها العلماء الأفاضل بحثا منذ قديم الزمان وما زالوا مختلفين عليها وهذا الإدراج ليس مجالها. عليه، إذا كان هناك بعض الفتيات المراهقات أصبحن يستغللن الحجاب ويرتكبن مغامراتهن المحفوفة بالمخاطر كما قلت وكما اشار الكاتب، بدلا من ابتكار وسيلة لكشف الهوية، لماذا لا نتخذ الطريق الطبيعي والفطري والطريق السهل وهو أن نشجع على أن تكشف الإناث عن وجوههن وأيديهن.
والأمر الآخر الأكثر أهمية، هو أن حادثة المجاهر هذي، تنبهنا كآباء وأمهات إلى ضرورة إعادة نظرنا في تحملنا لمسئولياتنا بشيء من الحزم في مراقبة أولادنا وخصوصا الفتيات المراهقات، وان لا تسمح الأم لابنتها المراهقة أن تخرج إلى مثل هذه الأماكن التي يحتمل أن تحدث فيها مثل هذه التجاوزات إلا في حدود ضيقة جدا، وبعد أن تتأكد من أن الصديقة التي سترافقها صديقة موثوق بها، هذا إذا تعذر أن ترافقها هي طبعا، وهذه الإجراءات من قبل الأم ليس لأن الأم لا تثق في ابنتها، بل يجب إفهام الابنة أن النفس أمارة بالسوء وان الشيطان يجري في نفس بني ادم كما تجري الدماء في عروقه وانها تخاف عليها من عيال الحرام، وأنها تمر بمرحلة مراهقة وان تشرح الأم لها بصراحة ماذا تعني مرحلة المراهقة وخطورتها، وأنها وأبيها مسئولان عنها أمام الله، وان الله سيحاسبهما في تفريطهما وإهمالهما في تربيتها، وعلى الابنة أن تراقب الله في تصرفاتها وسلوكياتها حتى تجنب نفسها وأبويها محاسبة الله لهم، وأنهما يريدان ابنة يفخران بها ويفخر بها الجميع وترفع رأسهما عاليا خفاقا مرفرفا (كالعلم... حلوة هذه التشبيهات) أمام كل الناس وليس العكس بتنكيس رؤوسهم ومواراتها عن الناس في حال ارتكابها لاي حماقة، وأنها إذا كانت فتاة بهذه الصفات الطيبة، من المؤكد أنها ستكون فتاة ناجحة في كل شيء في حياتها، لأن حفاظها على نفسها سيوفر عليها كثير من الوقت لتركيزها على أمور أهم تنفعها في دنياها وأخراها وتنفع بلدها وتصبح من اللاتي يشار اليهن بالبنان في المجال الذي ستجتهد فيه، وان لا تجاري صديقاتها اللاتي يحاولن جرها إلى هذا الطريق الوعر المحفوف بالمخاطر والذي يمكن ان يدمر سمعتها ومستقبلها وسعادتها ويجعل منها شبه مريضة نفسيا.
وكذلك إعادة النظر في اغتناء المراهقين للهواتف النقالة بلا ضابط أو حسيب وليس فقط الشرائح كما اشار الكاتب، لا اعني ان يقوم الاباء بمنعهم ولكن ان يحصلوا منهم على وعود بانهم سيكونون ابناء مسئولين ولن يسيئوا استخدامها، وان يحذر الابوين ابنائهم انهما يمكن ان يفتشا هواتفهم بطريقة فجائية وعشوائية. وان تكون هناك شفافية في أن يناقش الآباء والأمهات مواضيع تورط الشباب في علاقات مع الجنس الآخر، ويحكوا لهم عن الأمثلة المختلفة والحوادث التي تنقلها الصحف حتى يرتدعوا، وما ينطوي عليه ذلك من مخاطر قد تقود إلى اساءة مثل هذه الفضائح إلى سمعة الأسرة سواء أسرة الابن أو الابنة، وحادثة المجاهر الذي أشار إليه الكاتب، والضغط والألم النفسي الذي سببه تهور هذا الابن لأسرته بمجاهرته لهم ليست ببعيدة، إضافة إلى توريط نفسه في مسائلات قضائية حتى ولو انصفه القضاء واخرجه من هذه الورطة كالشعرة من العجين، فهو بلا شك سيظل واسرته يعانون منها لوقت طويل، ومثل هذه القصص وهذه الحادثة في اعتقادي هي خير رادع لتمادي الشباب في علاقاتهم الطائشة وكما يقولون رب ضارة نافعة.
كذلك يجب إعادة النظر في ظاهرة السائقين التي تشتهر بها دول الخليج وكثير من الدول العربية خصوصا فئة الأثرياء، والتي اعتقد أن لها صلة كبيرة بالظواهر السلبية الكثيرة التي تحدث في مجتمعاتنا العربية المحافظة، اقلها من الناحية الشرعية عدم منطقية أن يزرع رب الأسرة رجل أجنبي لأسرته ويتركه مع أوليائه من الإناث في غيابه، ليتولى كثير من أمورهن، وكثيرا ما تحدث خلوة بينه وبين البعض منهن سواء كان ذلك في المنزل أم في السيارة، ولا بد من وضع حلول للحيلولة دون لجوء الناس لاستخدام هؤلاء السائقين، سواء عن طريق قيادة المرأة للسيارة بنفسها (بضوابط صارمة) وليس كما يحدث في كثير من الدول العربية من تفلت، أو توفير وسائل مواصلات مناسبة كما تفضل الكاتب.
وكذلك تغيير سلوكيات الناس في استقدامهم للخادمات، فكما للسائقين من سلبيات كذلك لكثير من الخادمات سلبيات أخلاقية كثيرة على ذكور الأسرة وتربية الاطفال، ويستعاض عن ذلك بشركات متخصصة لتأجير الخادمات والمربيات بنظام الساعات كما يحدث في كثير من دول المتقدمة.
وختاما، أن كل هذه الحلول التي تفضلت بها، والتي تفضل بها الكاتب وغيرها، ما هي إلا حلول مكملة فقط، والحل الأمثل هو تنمية الوازع الديني، لأن هذه المستجدات والمشاكل الأخلاقية ما هي إلا إرهاصات لمشاكل أخرى عظيمة ستظهر في مجتمعاتنا كلما تقدمنا تكنولوجيا وأيدلوجيا وكل ما صغرت الغرية الكونية، وما خفي في باطن المستقبل بلا شك سيكون أعظم واخطر، وعندها لن تنفع مثل هذه الحلول الناقصة الشبيهة بدفن النعامة لرأسها في الرمال، عندما يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر. كما انه ليس من المنطقي أن يتخلى الناس عن وسائل التقنية الحديثة والتكنولوجيا، فالحل أن تكون هناك شفافية بين الآباء وأبنائهم في أن يناقشوا معهم ضرورة أن يكونوا مرآة خارج البيت لأسرهم، وان يفهموهم أن أي مشكلة يتسبب فيها الابن ستسيء لكل أفراد الأسرة، وتضعضع سمعة الأسرة في المجتمع، وفي اعتقادي أن العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة وعلى اجهزة التربية والتعليم والاعلام ووجوب مراقبة الآباء لأبنائهم، ولا يجب أن نترك كل شيء على عاتق الشرطة وأجهزة ضبط النظام، فهذه الأجهزة يكفيها ما تضطلع به من أعباء جسام للحفاظ على الأمن في المجتمعات ضد المهددات الخطيرة وليس مثل هذه الأمور التافهة مثل الجنوح في علاقات الذكور بالإناث والتي هي مهمة الأسرة في المقام الأول وستختفي اذا احسن الناس تربية ابنائهم وليس ولادتهم وتركهم يسرحون ويمرحون سداح مداح... وتوتة توتة انتهت الحدوتة، وانشاء الله نعيش في تبات ونبات ونخلف فتيان وفتيات، ويا بنات حلوين بطلوا شقاوة واستهتار حتى لا تكونوا اس البلاء واسباب الفتنة.
مع تحيات محدثكم جاكس
وفيما يلي مقال الكاتب:
الإعلام الفضائي ... والمجاهرة بالمعصية
الأحد, 09 أغسطس
2009القاعدة السليمة هي تجنب المعاصي (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وإذا ما غضبوا هم يغفرون) الآية... وإذا أبتلي الإنسان، ولأي سبب كان، بالوقوع في المعاصي، لا سمح الله، فالقاعدة الشرعية هي الاستتار «الستر»، مع التوبة النصوح، أما المجاهرة بالمعصية أياً كانت، فهي ضرب من النكال، ينكل بها نفسه، والمحيطين به، والمجتمع حوله، والذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بما اقترفت يداهأما أن تقوم وسيلة إعلامية «فضائية» بنشر فضائحه ومعاصيه، أياً كانت الطريقة، فهي جريمة مزدوجة، مهما كانت الدوافع التي تدفع القائمين على الفضائية «إياها» للقيام بما قاموا أو يقومون به، ولابد من محاسبتهم، وبالطريقة المناسبة!هناك عوامل كثيرة مساعدة ساعدت ذلك المجاهر على القيام بما قام به، وكان بالإمكان منعه من ذلك منعاً باتاً، أو الحد منه حداً كبيراً! وغيره الكثير الذين لم يجاهروا، ولا زلنا لا ندري عنهم شيئاً؟ ومن هذه العوامل الكثيرة المساعدة سوء استخدام الحجاب! في عصر السيارات والوسائط المتعددة من «جوالات وإنترنت وهواتف وفضائيات»، إذ كان يجب وجوباً قاطعاً وحاسماً إيجاد آلية دقيقة لتحديد شخصية الإنسانة التي تتحرك أمامنا في الشارع أو الأسواق أو المولات، أو أي مكان، ولو بفرض رقم مماثل لأرقام السيارات ظاهرة للعيان على شريط يحيط برأس المحتجبة، أو أي جزء بارز وواضح من العباءة، بحيث يمكن لأي جهة أمنية تحديد شخصيتها حاسوبياً فور إدخال الرقم في الحاسب الآلي للجهة الأمنية المعنية، وعندئذ فقط ستمتنع أي إنسانة مخالفة عن ممارسة أي مخالفة بالتستر بالحجاب الإسلامي، والإساءة بذلك إلى الحجاب وإلى نفسها وإلى المجتمع.ومثلما قامت الجهات الأمنية بفرض البصمة الأمنية على الجميع، ومنهم الوافدون، فيجب أن يشمل ذلك نصف المجتمع الآخر، والمتمثل في الإناث، ومن ثم ربط البصمة آلياً بالرقم الآنف الذكر، وبذلك تتلاشى حجج المطالبين بخلع الحجاب، للأسباب الأمنية وغير الأمنية نفسها، فالحجاب فضيلة وحشمة وأمن للأنثى، وكذلك التزام شرعي.
ولقد أفاض ذلك المجاهر في ذكر الأساليب التي استخدمها للتغرير بالضحايا، وكيفية الاتصال بهن عن طريق البلوتوث «بالجوال» وطرق الترقيم! وأماكن الالتقاء بهن سواء بالمولات تحت ستار العباءة، أو الحجاب، أو «الكوفي شوبات!» تحت ستار كلمة «للعائلات فقط»، إذ تسبق الفتاة الشاب الذي تواعد معها، بالدخول إلى ذلك المكان، ثم يصل الشاب عند البوابة وتطلب الفتاة من الحارس الأمني «السكيوريتي» السماح له بالدخول، وأنه ولد خالها أو خالتها، أو قريبها الفلاني... إلخ، وبعد فترة يخرجان معاً، والله أعلم أين يذهبان؟ وماذا يصنعان؟ ثم يعود بها إلى المكان الذي خرجا منه، ويتركها هناك، وقد تكون صديقتها الأخرى «المتسترة عليها» في انتظارها هناك، وتعودان إلى سكنيهما، وكأن شيئاً لم يكن، وفي علم أهلهما أنها كانت مع صديقاتها في «الكوفي شوب»، أو المول، أو المطعم العائلي. ومما يؤسف له، أن التوسع الإعلامي في التحدث عن هذا المجاهر، رفع من معدل نشر الفضائح تلك، وإثارة اهتمام العامة بالقضية، ولفت نظر الشباب البريء إلى تلك الممارسات التي لم يخطر بباله أنها تحدث هنا، وبتلك الصورة الشائنة، وكان الأجدر تناول الأمر في أضيق تناول إعلامي، وتكملة الإجراءات الشرعية بالتكتم المناسب، ولحين صدور الحكم بحق المذكور ومن لهم صلة بالأمر، وفي سياق هذه القضية، أكد الدكتور الشيخ صالح آل الشيخ، أن عقوبة المجاهر بالمعصية لا ترقى حد القتل، ثم استدرك الشيخ قائلاً «إذا اعترف الشاب أمام القضاء، وأقر بفعل الزنا وكان بكامل أهليته، فإن العقوبة المقررة هي تنفيذ الحد الشرعي، لأنه محصن»، وختم آل الشيخ بقوله: «ينبغي للإنسان إذا وقع في المحظور ألا يجاهر بذنبه امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم «كل أمتي معافى، إلا المجاهرون، فإذا ستره الله، يجب أن يستر نفسه ولا يفضحها، ويسارع بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الصراط المستقيم».ولدرء المفاسد، ومن باب سد الذرائع، يجب منع ركوب الأنثى مع السائق الوافد أو غير الوافد بلا محرم شرعي، مهما كانت المبررات، وتوفير المواصلات العامة كالباصات المقسمة إلى قسمين: للرجال وللنساء، أو تخصيص باص للنساء وباص للرجال، لحين توفير قطارات المترو «مواصلات الأنفاق»، أو القطارات العامة، ولا يعني مطلقاً منع النساء من قيادة مركباتهن تركهن إلى هذا السائق أو ذاك وبلا محرم شرعي «كالمستجير من الرمضاء بالنار! ويلجأن إلى الاتصال العشوائي بقصد طرارة شحن الجوال! ثم يقعن في المحظور بتطور الطرارة إلى طلب أشياء أخرى دون علم الأهل، مما يفضي في النهاية إلى الخطأ؟ فيجب أن نفوِّت الفرصة على أمثال ذلك المجاهر، ونضبط كل أمورنا وأمور بناتنا وأولادنا، وذلك ليس بالأمر الصعب على أهل العزم.على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..... وعلى قدر الكرام تأتي المكارم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق