الثلاثاء، سبتمبر 29، 2009

سلطان بروناي (اللهم لا حسد)

أولا إليكم هذه الإحصائية (التفريشة) حتى تتهيئوا للصدمة الكبرى، فلا يصيبنكم هبوط حاد في عمل كل أعضائكم الحيوية، واتهم بأنني من تسببت في موتكم لا سامح الله:

صدق أو لا تصدق:

هناك 3 أطفال يولدون كل ثانية في هذا العالم.
10 هواتف محمولة تباع كل ثانية عالميا.
تنتج شركات صناعة السيارات سيارة كل 4.5 ثانية في المتوسط.
ترسل خلايا المخ 200 إشارة توجيهية في كل ثانية لأداء المهام المختلفة في الجسم.

ينفق العالم 37 مليون يورو من أجل التسلح على المستوى العالمي في الثانية الواحدة.

الآن اعتقد أنكم مستعدون للصدمة الكبرى، لا شك أن معظمنا سمع بسلطان بروناي:
تزيد ثروة سلطان بروناي بنسبة 90 يورو كل ثانية! (هنا قل اللهم لا حسد من فضلك! )
وهذا يعني زيادة بنسبة حوالي 5400 يورو في الدقيقة الواحدة، 324000 يورو كل ساعة، 7776000 يورو كل يوم.
ويعني حوالي 54432000 يورو أسبوعيا (أي 54 مليون و 432000 ألف يورو).

يعتبر سلطان بروناي حسن بلقيه رئيس أغنى بلد في العالم، عرف عنه البذخ والفخامة في حياته، حيث يستخدم الذهب في كل شيء، وينطبق عليه المثل الذي يقول ولد وفي فمه ملعقة، بل ملاعق من ذهب بمعنى الكلمة، لدرجة أن الملابس التي يلبسها مطرزة بالذهب والفضة.


هذه بعض صور قصره المنيف (ولا في الأحلام)... القصر الأكبر والأكثر فخامة في العالم...
يتكون من 1788 غرفة، بعض هذه الغرف مفروشة بأثاث مرصع بالذهب ومطعمة بالألماس
به عدد 257 حمام مطعمة بالذهب والفضة ومرآب يستوعب 110 سيارة.
يشتمل القصر على 650 جناحا... كل جناح تبلغ قيمة أثاثاته ما لا يقل عن 150,000 ألف يورو
وهذا يتطلب من الزوار أن يقضوا 24 ساعة لتفقد كل غرفة لمدة 30 ثانية فقط.

طائرة سلطان بروناي، من افخر الطائرات في العالم، مطعمة بالذهب. يمتلك السلطان أيضا طائرة من طراز بوينغ 747 بقيمة مئة مليون دولار، والتي تم إعادة تصميمها كمنزل بتكلفة تبلغ أكثر من مائة وعشرون مليون دولار. بها إضافات مميزة مثل مغطس من الذهب الخالص. كما انه يمتلك ست طائرات صغيرة أخرى وطائرتي هليكوبتر.



هذه واحدة من سياراته

بناء على طلب خاص من سلطان بروناي، اشتركت شركتا رولز رويس وبورشة في تصميم سايرته البورش. وتوجد هذه السيارة حاليا في لندن ليستخدمها أثناء إقامته في بريطانيا.


عندما تزوجت ابنة سلطان بروناي، استمر الاحتفال الأسطوري لمدة 14 يوما، وبلغت تكلفته نحو خمسة ملايين دولار، وحضره أكثر من 25 رئيس دولة وأفراد أسرهم

سيارة سلطان بروناي مطعمة بالذهب الخالص

تضع الأميرة على رأسها تاجا من الماس، ومحلى ببوكيه صغير من الزهور المحلاة بالماس، وتضع أقراطا ضخمة من الماس تضفي تألقا إلى وجهها.

تقول موسوعة ويكبيديا على الانترنت انه يمتلك:

531 مرسيدس بينز
367 فيراري
362
بنتلي
185
بي ام دبليو
177
جاغوار
160 بورش
130
رولز رويس
و20 لامبورغيني

ويبلغ العدد الإجمالي لسياراته 1,932

بعض من عجائب لغتنا العربية

اقتبست هذا الادراج من منتديات المغرب:





مرحبااااااااا


الجمل التالية تستطيع أن تقرأها من اليمين إلى اليسار و من اليسار إلى اليمين ، اقرأ و تعجب :



بلح تعلق تحت قلعة حلب

كل في فلك

ربك فكبر

أرض خضرا

ساكب كاس

كبر رجاء أجر ربك

لذ بكل مؤمل إذا لمّ وملك بذل

سور حماه بربها محروس

سر فلا كبا بك الفرس

دام علا العماد

حوت فمه مفتوح

ولد و دلو

مودته تدوم لكل هولٍ**** وهل كلٌ مودته تدوم

قيل افتح باب جارٍ تلقه **** قلت راجٍ باب حتفٍ أليق




بعض عجائب الشعر العربي

هذه بعض عجائب الشعر العربي الجميل ، الغريــــــــــــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا



ألـــــــــــوم صديقــــي وهــــــذا محــــــال

صديقــــي أحبــــــــــه كــــــلام يقــــــــال

وهــــــــــذا كـــــــــلام بليـــــــغ الجمــــال

محـــــــال يـــــــــــقال الجمــال خيـــــــال



هذه الابيات جزء من القصيده الرجبيّه، ولها ميزة عجيبه الا وهي:

ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمه ايضاً.


حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ

سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ

وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي:

مننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا

سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا **** قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا



ايضاًمن طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فأن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح


قصيدة المدح

إذا أتيت نوفل بــن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشـم

وجــدته أظلم كل ظـــالم **** على الدنانير أو الدراهـــــم

وأبخل الأعراب والأعاجم**** بعـــرضه وســره لمكاتم

لا يستحي من لوم كل لائم**** إذا قضى بالحق في الجرائــم

ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم

يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقــادم

قصيدة الذم

إذا أتيت نوفل بــن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظــالم

وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم

ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النـــادم


الاثنين، سبتمبر 28، 2009

اول اعلان لا يكذب

هذه محاولة مني لترجمة الاعلان

نقدم ثلاثة أنواع من الخدمات:
جيدة - رخيصة - سريعة
بامكانك اختيار خدمتان
الخدمة الجيدة الرخيصة لا يمكن أن تكون سريعة
والخدمة الجيدة السريعة لا يمكن أن تكون رخيصة
والخدمة السريعة الرخيصة لا يمكن أن تكون جيدة



الأحد، سبتمبر 27، 2009

هذه المشاهد لن تنساها ما حييت، وربما ستجعلك تتأثر فرحاً وحزناً

ربما ستجعلك هذه اللقطات تراجع كثير من حساباتك، وتزيد من جرعة شكرك لله عز وجل اذا كنت مكتمل الاعضاء... وربما تحتقر ذاتك اذا لم تستطع ان تفعل نشاطات مبهرة تذكر وانت مكتمل الاعضاء لا تضاهي ما استطاع هؤلاء فعله... وربما تحفزك لكي تبدع وتبتكر اكثر وتنفض عنك غبار الكسل والخمول... اما اذا كنت معوقا، وتندب حظك لان الله خلقك كذلك، هذه المشاهد ستجعلك تراجع مسلماتك، وتشجعك لتنظر الى الحياة من خلال منظار اكثر اشراقا، وتدرك انه يمكن ان لا يكون هناك مستحيل تحت الشمس بالارادة والعزيمة والاصرار....

ملحوظة: لقد جعلني المقطع الاول ابكي كما تبكي النساء... ولكن بدون صوت... فقط دموع انهمرت من عيني غصبا عني، ولم اكن اتخيل انني امتلك هذا القدر من الدموع ابدا... لدرجة انني فكرت ان اقوم بتعبئتها في قوارير من شدة غزارتها بعد التاكد من خلوها من انفلونزا الخنازير... وانا متاكد ان كثيرين منكم من سيشاهدون هذه المقاطع سينتابهم ما انتابني...




http://www.youtube.com/watch?v=_gJiWJf4dMI










[youtube]nQPmY4nIjVE[/youtube
]
__________________

الجمعة، سبتمبر 25، 2009

اعجاز في التصويب بالقدم













هل يناقض الله تعالى ذاته بشأن تعدد الزوجات؟

كثيرا ما نسمع آراء غريبة بشأن تفسير الناس لآيات تعدد الزوجات التي شرعها الله تعالى، فهناك من يتحججون بقول الله عز وجل (ولن تعدلوا) ويتخذونها دليل على عدم إباحة التعدد، وبذلك ينسفون الإباحة من أصولها، ويرددون كالببغاوات ما يردده الغربيون بشان التعدد. وحسب فهمي لآيات التعدد، لا توجد آية تأمر الرجال بالاكتفاء بواحدة أن لم تكن هناك مدعاة للزواج من أخرى... في نظري أن هناك دائما مدعاة للزواج من أخرى، لان الغرض من التعدد أسمى من مجرد تمتع الرجل بالجنس أكثر مع اكبر عدد من النساء، بل في التعدد خير وتحقيق لسعادة لكثير من النساء اللاتي لا يكون لديهن حظ في الزواج مثل فئات المطلقات والأرامل وكبيرات السن، وهؤلاء هن الفئات التي تجعل عدد النساء في كل المجتمعات في العالم اكبر من عدد الرجال نسبيا، وهن أكثر الإناث اللواتي يجدن صعوبة كبيرة في الزواج وأكثر رجال مناسبين لهم هم الرجال المتزوجين، ومن هنا نفهم أن هناك مدعاة دائمة للتعدد لمن يأنس في نفسه الكفاءة ولا يخاف العدل، أي الرجل الذي لا يتردد ولا يخاف من زوجته والذي يضع في ذهنه أن الله هو الرزاق ويترجم هذا الفهم إلى اجتهاد وكد لتحسين وضعه المادي لإعالة زوجاته (كما فعلت أنا).
لا توجد في آيات التعدد أي موانع لأي رجل (طبيعي) أيا كان في أن يستخدم هذا الحق الذي بالتأكيد يفيد النساء أكثر من الرجال... والمانع الوحيد الذي أمر به الله هو، أن لا يكون خائفا من عدم تحقيق العدل، فعليه بواحدة... وهذا معناه حتى وان كان لا يعدل يمكنه التعدد، لان العدل المقصود هنا هو العدل المطلق، بدليل حديث الرسول لا تحاسبني فيما لا املك... وتبقى حالة المنع الوحيدة هي إذا خاف الرجل من هذا العدل، أما إذا لم يخف بالرغم من انه لا يستطيع العدل فيمكنه التعدد، على شرط أن يكون متأكد من نفسه ومن نيته انه سيخاف الله في جميع زوجاته... ويحاول بقدر الإمكان أن يعدل في كل شيء بينهن على الرغم من أن ذلك شبه مستحيل... ولكن يفعل ما باستطاعته لكي لا يظلم أو يحابي زوجة دون الأخرى بالمقاييس الظاهرية، وان يكون حاسما في كل شيء حتى تطمئن الزوجات إلى تعامله معهن بالعدل وبالتالي لا يثرن المشاكل معه ومع بعضهن البعض (حسب تجربتي في التعدد).

أما القول أن هناك شروط، ويجب أن تكون هناك مبررات قوية للرجل يشترط أن تكون متوفرة لديه حتى يعدد، فهذا الكلام لا أساس له وعار عن الصحة ولم يذكره الله في كتابه، بل هي اجتهادات بشر ليس إلا، في محاولة منهم لتقنين التعدد... فمثلا لا توجد آية في القران تفيد أن الرجل من اجل أن يعدد يجب أن تكون زوجته الأولى لا تنجب، أو أن يكون لديه قوة جنسية زائدة عن الحد الطبيعي أو كثير من الافتراضات الغبية الكثيرة التي تسوقها الزوجات والنساء في محاولة منهن لتبرير رفضهن وبالتالي معارضتهن لأمر قد أحله وشرعه الله وهن بذلك لا يدرين إنهن يجادلن الله وقد أمر الله عباده أن لا يجادلوه، وعلى العبد أن يقول سمعنا واطعنا فقط، وان لا يتصرف كأنه يعلم أكثر من خالقه، كما أن الدين يجب أن يؤخذ كله، ولا تنتقي النساء ما يحببنه فقط من الآيات، أي إما أن تؤمن النساء بالقران كله أو لا يؤمن.

أما قول الله تعالى (ولن تعدلوا) فهذا لا يعني عدم التعدد، كما يسيء لفهم هذه الآية غالبية النساء ليبررن معارضتهن للتعدد، وذلك لسبب واحد وبسيط، أنه لا يمكن أن يناقض الله نفسه (حاشا لله) أن يبيح التعدد ويشجع الرجال عليه، ثم يأتي ويقول لا تعددوا... أنا اعتقد أن من يفهم الآية بهذا الفهم ويبني عليها اعتراضه على التعدد يكون قد اكتسب إثما... المعنى ببساطة هو انه لا يوجد بشر يمكنهم العدل بشكل مطلق، ولكن بالرغم من ذلك يمكن للرجال أن يعددوا إذا كانت نيتهم أن يخافوا الله في زوجاتهم كما أسلفت، ويبذلوا جهدا كبيرا في محاولة تحقيق هذا العدل المستحيل... وأنا في رأيي لن يستطيع أي رجل أن يعدل أبدا في أي شيء عدلا مطلقا، واضرب مثلا على ذلك... إذا اشتريت كيلو سكر لكل زوجة، هل يستطيع الزوج أن يحسب عدد حبات السكر في كل كيلو؟ طبعا هذا شبه مستحيل... وإذا جامع زوجة في يومها، هل من المنطقي أن يحسب الدقائق التي يحاول إشباعها جنسيا فيها، أو حساب الوقت الذي يمكثه معها بالدقيقة والثانية وجزء من الثانية؟ وقس على ذلك كل شيء سواء كان ماديا أم معنويا... لكن أهم شيء أن يحاول ما أمكنه أن يكون عادلا في حسب قدرته، وفي هذه الحالة لن يحاسبه الله بما ليس في استطاعته، ومرة أخرى حسب حديث الرسول لا تحاسبني فيما لا املك، والله اعلم.

مما تقدم أريد أن أصل إلى شيء يجب أن يفهمه الناس جميعا (حسب رأيي)، أن الرجل (أي رجل) مباح له أن يتزوج أكثر من امرأة متى شاء وليس من حق أي امرأة أن تمنعه، ولا يوجد أي تشريع يمنعه من ذلك طالما هو لا يخاف العدل، وطالما لا يوجد ما يعيبه جسديا من ناحية الإشباع الجنسي وغيرها من هذه الأمور المعروفة... وأما مسألة المقدرة المادية، فهذه في اعتقادي مسألة نسبية... لأننا لا يمكن أن نقول يجب على من يريد أن يعدد أن يكون غنيا أو قادرا على الإعالة... فهذا يتعارض مع مسألة الرزق... كما انه لا توجد قاعدة ثابتة للغنى والفقر، فهناك كثير من الناس أغناهم الله بعد أن تزوجوا، وهناك كثيرين أفقرهم الله بعد زواجهم... فهل من أفقره الله بعد زواجه أو تعدده نقول له طلق زوجاتك؟ أم نترك المسألة للتقدير الشخصي بين الزوجات وزوجهم؟ ثم هل يوجد إنسان يعلم بالغيب في كيف ومتى يرزقه الله أو يجرده من المال فجأة بعد فترة من زواجه؟

أرجو أن تفهم الزوجات المسألة بهذا المفهوم، وأرجو عندما تلمس أي زوجة رغبة زوجها الصادقة في التعدد أن لا تقف في طريقة، على شرط أن تضمن انه سيخاف الله فيهن جميعا وسيعدل ما أمكنه ذلك، وذلك لسبب واحد فقط، وهو أن هذا أمر الله وزوجها لم يفعل إلا ما أباحه الله لخير المجتمع... كما أنها أن كانت إنسانة فعلا مؤمنة وتخاف الله يجب أن لا تكون أنانية وتنكر لأخواتها الأخريات أن يكن سعيدات مثلها بحصولهن على أزواج... وان لا تنسى أنها بذلك ستكون من المرضيات عند ربها وتثاب على هذا الفعل... لان هذه الحياة قصيرة وتافهة ولا تستأهل السلوك الأناني الذي نلمسه في معظم الزوجات من هذه الناحية.

إذا كنت زوجة مؤمنة بالله حق الإيمان، سأفرح كثيرا إذا فاتحني زوجي برغبته في الزواج، وسأثبت له إنني أحب لأخواتي الإناث كما أحب لنفسي، بل سأفرح لأنني سأكون سببا في عمل خير، ولن اجزع واقلب الدنيا ولا اعقد الأمور، وأتباكى واهدده بأبغض الحلال (الطلاق) الذي سوف يحاسبني الله عليه إذا طالبت من اجل هذا السبب. وسأغتنمها فرصة لأصر على أن اختار أنا الزوجة، والتي ستكون واحدة من اعز صديقاتي أو قريباتي، حتى اضمن علاقتها الحلوة معي، وأكون في نفس الوقت أظهرت لصديقتي إنني أحبها واحترمها لدرجة إنني أرضى بان تكون زوجة زوجي. وبدلا من التصرفات الحمقاء، سأجلس معه، واخطط معه للمستقبل في ظل المسئولية الكبيرة التي ستقع علينا، وكيف يمكننا أن نزيد من جهودنا حتى نواجه المتطلبات الزائدة، واطمئن إلى زوجي سيكون قدر المسئولية.

كما إنني أريد أن اطمئن الزوجات... ليس كل الرجال يجدون الشجاعة في أنفسهم في تحمل مسئولية أكثر من امرأة... وليس كل الرجال يحبوا أن يستمتعوا بالجنس أكثر... وليس وليس وليس... فالرجال الذين يرغبون في التعدد عددهم قليل جدا في أيامنا هذه، وهذا مؤشر مؤسف وسيئ وخطر جدا، ولا يبشر بالخير، لان هذا معناه وجود كثير من النساء بلا زواج... وهذا شره كبير جدا على كل المجتمع مصداقا لقول الرسول، إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فانكحوه, إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير... أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والجزئية الأخيرة من الحديث الشريف هي التي تعنيني في هذا الجانب.

وأترككم مع هاتان الأختان الأمريكيتان الشجاعتان اللتان تفهمان موضوع التعدد بفهمه الحقيقي، وأتمنى أن تحذو حذوهن جميع فتياتنا في دولنا الإسلامية والعربية، ولاحظ العدد الكبير للردود على كلامهما من قبل عدد كثير من الناس مسلمين وغير مسلمين واغلبهم منهما أعجبوا بشجاعتهما: http://www.youtube.com/watch?v=bDgUXGadmvE




الخميس، سبتمبر 24، 2009

موظف الشهر (اضحك حتى تفطس)


هذا هو مستوى الاداء الذي نتوقعه من جميع العاملين في شركتنا، نظرا لتفاني زميلكم في العمل سيتم تخصيص هذا التواليت له هو فقط، وسيتم تركيب مكيف هواء نوع كارير.

صورة موظف الشهر



شاهد كيف تجرى عملية الختان

اذكر أن عملية الختان أجريت لي وكان عمري 7 سنوات... وأجرتها لي قابلة كانت تسكن في حينا، وكانت العملية بدائية جدا، ونتيجة لذلك اذكر إنني أصبت بنزيف حاد كاد أن يرسلني إلى خبر كان.

فيما يلي عدد من عمليات الختان، ويلاحظ الطريقة السهلة لإجرائها، والأساليب العديدة المختلفة والمبتكرة التي تجرى بها، منها استخدام الليزر واستخدام قطع بلاستكية لتحديد الحشفة وما إلى ذلك من تطور... مقاطع الفيديو أدناه تعطي فكرة لا باس بها عن هذه العملية.












__________________

اجمل جميلات السود لعام 2009








أدلة اباحة الغناء

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

سؤال يتردد علي ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة وأحيانًا شتي.

سؤال اختلف جمهور المسلمين اليوم في الإجابة عليه، واختلف سلوكهم تبعًا لاختلاف أجوبتهم، فمنهم من يفتح أذنيه لكل نوع من أنواع الغناء، ولكل لون من ألوان الموسيقي مدعيًا أن ذلك حلال طيب من طيبات الحياة التي أباح الله لعباده.

ومنهم من يغلق الراديو أو يغلق أذنيه عند سماع أية أغنية قائلا: إن الغناء مزمار الشيطان، ولهو الحديث ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة وبخاصة إذا كان المغني امرأة، فالمرأة -عندهم- صوتها عورة بغير الغناء، فكيف بالغناء؟ ويستدلون لذلك بآيات وأحاديث وأقوال.

ومن هؤلاء من يرفض أي نوع من أنواع الموسيقي، حتي المصاحبة لمقدمات نشرات الأخبار.

ووقف فريق ثالث مترددًا بين الفريقين؛ ينحاز إلي هؤلاء تارة، وإلي أولئك طورًا، ينتظر القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير، الذي يتعلق بعواطف الناس وحياتهم اليومية، وخصوصًا بعد أن دخلت الإذاعة –المسموعة والمرئية- علي الناس بيوتهم، بجدها وهزلها، وجذبت إليها أسماعهم بأغانيها وموسيقاها طوعًا وكرهًا.

والغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.

اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير ؟

واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.

وقد وردت في ذلك نصوص صريحة – سنذكرها فيما بعد.

واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.

ولأهمية الموضوع نري لزامًا علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل، ونلقي عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة، حتي يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام، متبعًا للدليل الناصع، لا مقلدًا قول قائل، وبذلك يكون علي بينة من أمره، وبصيرة من دينه.

الأصل في الأشياء الإباحة: ـ
قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالي: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا) (البقرة: 29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالي، أو سنة رسوله –صلي الله عليه وسلم- أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شيء من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقي في دائرة العفو الواسعة، قال تعالي: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه). (الأنعام: 119).

وقال رسول الله –صلي الله عليه وسلم-: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسي شيئا"، وتلا: (وما كان ربك نسيا) (مريم: 64). رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار.

وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" أخرجه الداراقطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه، والنووي في الأربعين.

وإذا كانت هذه هي القاعدة فما هي النصوص والأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء، وما موقف المجيزين منها.

أدلة المحرمين للغناء ومناقشتها
استدل المحرمون بما روي عن ابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالي: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين). (لقمان: 6) وفسروا لهو الحديث بالغناء.

قال ابن حزم: ولا حجة في هذا لوجوه:
أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.
والثاني: أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين.
والثالث: أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا) وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوًا.

ولو أن امرأ اشتري مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرًا ! فهذا هو الذي ذم الله تعالي، وما ذم قط عز وجل من اشتري لهو الحديث ليتلهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالي. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامدًا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالي، ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن. (المحلي لابن حزم (9/60) ط المنيرية). أ هـ.

واستدلوا بقوله تعالي في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (القصص: 55). والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه.

ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالي: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (القصص: 55)، فهي شبيهة بقوله تعالي في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا). (الفرقان: 63).

ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك.

وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعني ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرمًا ما لم يضيع حقًا أو يشغل عن واجب.

روي عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتي به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم). (البقرة: 225، والمائدة: 89).

قال الإمام الغزالي: (إذا كان ذكر اسم الله تعالي علي الشيء علي طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص ؟!). (إحياء علوم الدين. كتاب السماع ص 1147 ط دار الشعب بمصر).

علي أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم". (رواه مسلم من حديث أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم).

وننقل هنا كلمة جيدة قالها ابن حزم في "المحلي" ردًا علي الذين يمنعون الغناء قال: (احتجوا فقالوا: من الحق الغناء أم من غير الحق ؟ ولا سبيل إلي قسم ثالث، وقد قال الله تعالي: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس: 32). فجوابنا وبالله التوفيق: أن رسول الله –صلي الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي" (متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، وهو أول حديث في صحيح البخاري). فمن نوي باستماع الغناء عونًا علي معصية الله فهو فاسق وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوي به ترويح نفسه ليقوي بذلك علي طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك علي البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه، كخروج الإنسان إلي بستانه، وقعوده علي باب داره متفرجًا، وصبغه ثوبه لازورديًا أو أخضر أو غير ذلك ومد ساقه وقبضها، وسائر أفعاله). (المحلي. 9/60).

جـ- واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة.
وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فإن قوله: "فهو باطل" لا يدل علي التحريم بل يدل علي عدم الفائدة. فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوي لها علي الحق. علي أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن التلهي بالنظر إلي الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولا شك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، ولا يحرم عليه شيء منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل.

واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري -معلقا- عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري -شك من الراوي- عن النبي -عليه السلام- قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر (الحر: أي الفرج والمعني يستحلون الزني). والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف.

والحديث وإن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور علي (هشام بن عمار) (انظر: الميزان وتهذيب التهذيب). وقد ضعفه الكثيرون.
ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" –كما ذكر ابن العربي- لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازًا عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعني الحقيقي، لكان كفرًا.

ولو سلمنا بدلالتها علي الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. ولذا روي ابن ماجة هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه.

هـ- واستدلوا بحديث: "إن الله تعالي حرم القينة (أي الجارية) وبيعها وثمنها وتعليمها".
والجواب عن ذلك:
أولا: أن الحديث ضعيف.
ثانيا: قال الغزالي: المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، وغناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام، وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور. فأما غناء الجارية لمالكها، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة، بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالي عنها. (الإحياء ص 1148) وسيأتي.

ثالثا: كان هؤلاء القيان المغنيات يكون عنصرًا هامًا من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجيًا، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي، فإذا جاء حديث بالنعي علي امتلاك "القينة" وبيعها، والمنع منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد.

واستدلوا بما روي نافع أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع ؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتي قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلي الطريق وقال: "رأيت رسول الله يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.
والحديث قال عنه أبو داود: حديث منكر.

ولو صح لكان حجة علي المحرمين لا لهم. فلو كان سماع المزمار حرامًا ما أباح النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر حرامًا ما أباح لنافع سماعه، ولأمر عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر، فإقرار النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر دليل علي أنه حلال.
وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا كتجنبه الأكل متكئًا وأن يبيت عنده دينار أو درهم .... إلخ.

واستدلوا أيضًا لما روي: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" ولم يثبت هذا حديثًا عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، وإنما ثبت قولاً لبعض الصحابة، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره، فمن الناس من قال -وبخاصة الصوفية- إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن والندم علي المعصية، ويهيج الشوق إلي الله تعالي، ولهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشواقهم، قالوا: وهذا أمر لا يعرف إلا بالذوق والتجربة والممارسة، ومن ذاق عرف، وليس الخبر كالعيان.

علي أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغني لا للسامع، إذ كان غرض المغني أن يعرض نفسه علي غيره ويروج صوته عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلي الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال الغزالي: وذلك لا يوجب تحريمًا، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل المهلجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر الخلق أكثر تأثيرًا (الإحياء ص 1151) .

واستدلوا علي تحريم غناء المرأة خاصة، بما شاع عند بعض الناس من أن صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله علي أن صوت المرأة عورة، وقد كان النساء يسألن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في ملأ من أصحابه وكان الصحابة يذهبون إلي أمهات المؤمنين ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد: إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة يجب أن تستر.
فإن قالوا: هذا في الحديث العادي لا في الغناء، قلنا: روي الصحيحان أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة والتابعين الجواري يغنين.

والخلاصة: أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صحيح. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلي رسول الله يصلح دليلاً للتحريم، وكل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء.
وكذا قال الغزالي وابن النحوي في العمدة.
وقال: ابن طاهر: لم يصح منها حرف واحد.
وقال ابن حزم: كل ما رُوي فيها باطل وموضوع.

أدلة المجيزين للغناء:
تلك هي أدلة المحرمين، وقد سقطت واحدًا بعد الآخر، ولم يقف دليل منها علي قدميه، وإذا انتفت أدلة التحريم بقي حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد علي ذلك غير سقوط أدلة التحريم. فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية ؟
وهاك بيانها:

أولا: من حيث النصوص:
استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.

والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.

وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".

وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!

وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.

وروي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلاً قدم المدينة بجوار فأتي عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلي ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم ! فأتي ابن عمر إلي عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة.

واستدلوا بقوله تعالي: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). (الجمعة: 11).

فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما -بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها- عن خطبة النبي -صلي الله عليه وسلم-، وتركه قائمًا.

واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.

واستدلوا لما نقله غير واحد من الإجماع علي إباحة السماع، كما سنذكره بعد.

وثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده:
لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم ... إلخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال ؟
من المعروف أن الله تعالي كان قد حرم علي بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم علي سوء ما صنعوا، كما قال تعالي: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا. وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (النساء: 160، 161). فلما بعث الله محمدًا –صلي الله عليه وسلم- جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). (الأعراف: 157).

فلم يبق في الإسلام شيء طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالي: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). (المائدة: 4).
ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم علي نفسه أو علي غيره شيئًا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) (يونس: 59). وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعي علي من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين). (الأنعام: 140).

ولو تأملنا لوجدنا حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتي إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلي الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتي قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته علي الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرًا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر -لقوة نشاطه في سماعه- المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فتري الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتي تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها) .

وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها.

ومصداق ذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحي ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلي الحبشة يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا التي أسأمه -أي اللعب- فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو".
وإذا كان الغناء لهوا ولعبًا فليس اللهو واللعب حرامًا، فالإنسان لا صبر له علي الجد المطلق والصرامة الدائمة.

قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.

وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.

وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.

القائلون بإجازة الغناء:
تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلي ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء ؟
وحسبنا أن أهل المدينة -علي ورعهم- والظاهرية- علي حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص -والصوفية- علي تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص- روي عنهم إباحة الغناء.

قال الإمام لشوكاني في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلي الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكي الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يري بالغناء بأسًا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وحكي الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضًا عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي) .

وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلي جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله ؟! فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي ؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول !) .

وروي الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلي ابن سيرين قال: (إن رجلاً قدم المدينة بجوار فنزل علي ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئًا. قال: انطلق إلي رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. قال: من هو ؟ قال: عبد الله بن جعفر .. فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء ابن عمر ... إلخ. القصة) .

وروي صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل علي ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل تري بذلك بأسًا ؟ قال: لا بأس بهذا، وحكي الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعًا العود عند ابن جعفر، وروي أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء المزهر بشعر من شعره.

وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود.
وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضي المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلي الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سلمة الماجشون مفتي المدينة.

وحكي الروياني عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف، وحكي الأستاذ أبو منصور الفوراني عن مالك جواز العود، وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورًا في بيت المنهال بن عمروا المحدث المشهور.

وحكي أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
قال ابن النحوي في العمدة: (وقال ابن طاهر: هو إجماع أهل المدينة. قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة. قال الأدفوي: لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلي إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم.

وحكي الماوردي إباحة العود عن بعض الشافعية، وحكاه أبو الفضل بن طاهر عن أبي إسحاق الشيرازي، وحكاه الإسنوي في "المهمات" عن الروياني والماوردي، ورواه ابن النحوي عن الأستاذ أبي منصور وحكاه ابن الملقن في العمدة عن ابن طاهر، وحكاه الأدفوي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي، وجزم بالإباحة الأدفوي.

هؤلاء جميعًا قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة -أي آلات الموسيقي- وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق علي حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضًا إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. قال ابن النحوي في العمدة: وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر -كما رواه ابن عبد البر وغيره- وعثمان- كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي -وعبد الرحمن بن عوف- كما رواه ابن أبي شيبة- وأبو عبيدة بن الجراح- كما أخرجه البيهقي- وسعد بن أبي وقاص- كما أخرجه بن قتيبة- وأبو مسعود الأنصاري- كما أخرجه البيهقي- وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد- كما أخرجه البيهقي أيضا- وحمزة كما في الصحيح- وابن عمر- كما أخرجه ابن طاهر- والبراء بن مالك- كما أخرجه أبو نعيم- وعبد الله بن جعفر- كما رواه ابن عبد البر- وعبد الله بن الزبير- كما نقل أبو طالب المكي- وحسان- كما رواه أبو الفرج الأصبهاني- وعبد الله بن عمرو- كما رواه الزبير بن بكار- وقرظة بن كعب- كما رواه ابن قتيبة- وخوات بن جبير ورباح المعترف- كما أخرجه صاحب الأغاني- والمغيرة بن شعبة- كما حكاه أبو طالب المكي- وعمرو بن العاص- كما حكاه الماوردي- وعائشة والربيع- كما في صحيح البخاري وغيره.

وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.

وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية) . انتهي كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الأوطار (جـ 8/264-266) .

قيود وشروط لابد من مراعاتها:
ولا ننسي أن نضيف إلي هذه الفتوي قيودًا لابد من مراعاتها في سماع الغناء.
فقد أشرنا في أول البحث إلي أنه ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.

فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.

والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم ؟!

والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".

ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.

إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!

ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.

وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير".
وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.

أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير.

هذا إلي أن الإنسان ليس عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حبًا فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسدًا وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا وفي الدنيا بين حق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيره وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة ... إلخ فلكل عاطفة حقها.

أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك علي حساب العواطف الأخري، وعلي حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلي حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلي حساب الدين ومثله وتوجيهاته.

إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شيء حتي في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحًا ؟!

إن هذا دليل علي فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل علي إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاعنًا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم أن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه ؟

وبعد هذا الإيضاح تبقي هناك أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغي فيه الجانب الحيواني علي الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة علي قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح.

تحذير من التساهل في إطلاق التحريم:
ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلي السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعني عقوبة الله علي الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة.

قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا علي ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل -وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي -صلي الله عليه وسلم- فكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا قد هذا صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضي من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأري كذا، وأما "حلال" و "حرام" فهذا الافتراء علي الله. أما سمعت قول الله تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) يونس: 59؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه.

ونقل الإمام الشافعي في "الأم" عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال:
(أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بينا بلا تفسير.

وحدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم -وكان أفضل التابعين- أنه قال: إياكم أن يقول الرجل: إن الله أحل هذا أو رضيه، فيقول الله له: لم أحل هذا ولم أرضه، ويقول: إن الله حرم هذا فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ! وحدثنا بعض أصحابنا عن إبراهيم النخعي أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه، قالوا: هذا مكروه، وهذا لا بأس به، فأما أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا) .

هذا ما ذكره القاضي أبو يوسف، ونقله الشافعي، ولم ينكر عليه هذا النقل ولا مضمونه بل أقره، وما كان ليقر مثله إلا إذا اعتقد صحته.

وقال الله تعالي: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون). (النحل: 116).

والله أعلم.

طبعا هذا كان كلام فضيلة الشيخ القرضاوي، وفيما يلي رؤية اخرى لاباحة الغناء لا ادري من الذي كتبها:

شروط إباحة الغناء
إنّ الذين قالوا بإباحة الغناء، لم يتركوا الأمر على إطلاقه، وإنما قيّدوا ذلك، ووضعوا حدوداً لابد من مراعاتها، لأن تجاوزها أو عدم الالتزام بها، يُخْرج الغناء من الحلِّ إلى الحرمة، أو من الحرمة إلى الحلِّ.
الشرط الأول: أن يكون موضوع الغناء ومادته، غير مخالف لآداب الإسلام، وتعاليمه، فإذا كانت هناك أغنية تمجد الخمر أو تدعو إلى شربها مثلاً، فإن أداءها حرام، والاستماع إليها حرام.

ويروي أبو الْحُسَيْنِ، واسْمُهُ خَالِدٌ الْمَدَنِيُّ: " قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ،  صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ يَتَغَنَّيَتَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولاَنِ فِيمَا تَقُولاَنِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلاَ تَقُولُوهُ مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 1887)، ومعنى ذلك أن رسول الله لم ينههنّ عن الغناء، وإنما نهاهن عمّا يُخرج عن الإسلام، أي الكهانة، وهو إسناد علم الغيب للرسول، . ومعنى ذلك أن الغناء حرام إن خرق قاعدة شرعية، وما عدا ذلك فلا غبار عليه. وهناك رواية أخرى للحديث تشير بوضوح إلى أن الرسول لم ينه عن الغناء، وإنما نهى عن الفعل الذي اصطدم بالقاعدة الشرعية، فعن خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ قَالَ قَالَتْ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: دَخَلَ عَلَيَّ ‏ ‏غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ‏ ‏بَدْرٍ‏ ‏حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ‏ ‏ ‏لا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3700)، أي دع ي ما تعلق بأمر الغيب، وعودي إلى غنائك من دون هذه.

الشرط الثاني: قد يكون موضوع الغناء غير مناف لتوجيه الإسلام، ولكن طريقة أداء المُغَنِّي هي التي تنقله من دائرة الحل إلى دائرة الحرمة، وذلك بالميوعة في الأداء، وتعمّد الإثارة للغرائز، والإغراء بالفتن والشهوات. وبذلك يفتح الغناء باباً للحرام، فتكون حرمته وفقاً للقاعدة الشرعية: ما فتح باباً للحرام، فهو حرام.

الشرط الثالث: أن الدين يحارب الغلو والإسراف في كل شيء حتى في العبادة، فضلاً عن الإسراف في اللهو، وشغل الوقت بما لا فائدة منه، لأن الوقت هو الحياة. ولاشك أن الإسراف في المباحات يستنفذ وقت الواجبات، وقد قيل في مأثور القول: "ما رأيت إسرافاً إلا وبجانبه حق مضيّع". فكيف يكون الحال لو أضفنا إلى ذلك قدراً من اللهو على نحوٍ من الإسراف والمبالغة في الغناء.

الشرط الرابع: توجد بعض الممارسات في الحياة، يكون فيها المسلم مفتي نفسه، ولو أفتاه الناس، فإذا كان المسلم يحسّ أنّ الغناء، أو لوناً خاصاً منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويُطْغِى فيه الجانب الشّهواني على الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة، فيستريح ويريح. وذلك وفقاً للقاعدة الشرعية الداعية إلى "سدّ باب الذرائع"، أو ترك شيء من الحلال خشية فتح باب للحرام.

الشرط الخامس: اتفق العلماء على أنّ الغناء يَحْرُم، إذا اقترن بمحرمات أخرى، أو فتح لها باباً كأن يكون في مجلسه شرب، أو تخالطه خلاعة أو فجور. فهذا اللون من الغناء ومجالسه، هو ما أنذر رسول الله،  أهله وسامعيه بالعذاب الشديد.

فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 4010).

وليس بالضرورة أن يكون مسخ هؤلاء النفر مسخًا للشكل والصورة، وإنما هو مسخ النفس والروح، فيحملون في إهاب الإنسان نفس القرد، وروح الخنزير، ولكنهم يسعون في جسد البشر: "وليس من الضروري أن يستحيلوا قردة بأجسامهم، فقد استحالوا إليها بأرواحهم وأفكارهم، وانطباعات الشعور والتفكير تعكس على الوجوه والملامح سمات تؤثر في السحنة وتلقي ظلها العميق.
الآيات والأحاديث الواردة في تحريم الغناء أو إباحته

يقول المنادون بعدم حرمة الغناء، عن الآيات والأحاديث القائلة بالتحريم، أنها:

أ. ليست صريحة في المنع، وإنما كان الاستشهاد بها عن طريق التأويل، أو الاختلاف في التفسير، مثل تفسير قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ (سورة لقمان: الآية 6). فقد اختلف المفسرون في لهو الحديث، فمنهم من قال بأنه الغناء، ومنهم قال بغير ذلك . كما أن مصاحبة المنع قد يصدر لارتباطه بأمر آخر، مثل الحديث الذي يشير إلى الجواري اللاتي يضربن بدفوفهن، ويغنين، فلم ينههنّ رسول الله  عن الغناء إلى أن قالت إحداهن: "وفينا نبي يعلم ما في غد"، فخرجت بغنائها عن دائرته المباحة، فبادرها الرسول  بقوله: اسْكُتِي عَنْ هَذِهِ وَقُولِي الَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ قَبْلَهَا (سنن الترمذي، الحديث الرقم 1010). فالمنع صدر أساساً، لتجاوز القاعدة الشرعية فيما يتعلق بالتنبؤ بالغيب، ولم يكن المنع لحرمة الغناء.

ب. الأحاديث المستشهد بها في المنع تكاد تنحصر في الأحاديث القولية، مضافاً إلى ذلك أنها كانت موضع تجريح عند علماء الحديث. وواضح أن أدلة الحرمة معلولة بهذين الجانبين.

ج. إنّ ارتباط الغناء ـ ممارسة وسلوكاً ـ في معظم المجتمعات بإثارة الغرائز ومجالس اللهو والخمور، جعل كثيراً من العلماء ينظر إلى تحريمه من هذه الزاوية، فيحاول جاداً حشد الأدلة التي تحرمه بناء على المناخ المحيط به.

ويرى القائلون بعدم حرمة الغناء، في أدلة الإباحة أنها:

أ. صريحة في مدلولها، فالحديث الوارد عن رسول الله حول موقفه مع الجاريتين يقول: قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ  صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ يَتَغَنَّيَتَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولاَنِ فِيمَا تَقُولاَنِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلاَ تَقُولُوهُ مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 1887) عندما غنت الجاريتان وفينا نبي يعلم مَا في غدٍ فالرسول الكريم  لم ينههن عن الغناء مطلقاً، بل عن الكهانة في الإسلام بدليل قوله للجاريتين بعد ذلك دَعِي هَذِهِ وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 4750).

ب. تنوع الأحاديث المستشهد بها على إباحة الغناء، فهي إمّا أحاديث قولية أو عملية أو تقريرية. فالحديث المشار إليه اشتمل على الصفة القولية، وهي عبارة "قولي بالذي كنت تقولين"، كما اشتمل على التقرير، وهو أن الرسول، كان موجوداً والجواري يضربن على دفوفهن ويغنين، فهذا إقرار من النبي،  لما يفعلن. أما الجانب العملي، فثابت في ترديده، لبعض الأرجاز وهو في ساحات القتال مع أصحابه حَدَّثَنَا أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَمْ يَفِرَّ إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً وَإِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ وَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ  فَلَمْ يَفِرَّ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيُّ  يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبْ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 2652).

ج. يفرق المبيحون للغناء فناً بينه، وبين ما يرتبط به من المنكرات، التي تتنافى مع الشرع. فمن استطاع أن يُجنب غناءه تلك المحظورات فهو مباح له، ومتى خالطه شيء من المحظورات حَرُم، مَثَله في ذلك مثل أيّ شيء حلال، شابه شيء من الحرام؛ فالمال، مثلاً، حلال، فإن كان كسبه عن طريق غير مشروع فهو مال حرم، وكذلك الغناء حلال، فإن شابه سكرٌ وفجور واختلاط، فهو غناء حرامَ.


، وانا اتفق مع ما سبق قلبا وقالبا وهو كلام اكثر من منطقي، ولمزيد من التبحر في مسألة اباحة الغناء انصح بقراءة هذه الكتب الاربعة:
و هى :

- فرح الأسماع برخص السماع : محمد بن برعدان التونسى المالكى

- إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع : الشوكانى

- بوارق الإلماع فى تكفير من يحرم السماع : الشيخ أحمد الغزالى

- رسالة فى السماع : القاضى عيسى بن عبد الرحيم الكجراتى أحد شارحى خطبة القاموس